قصة صينيه رائعة.. وغاية في الحكمة و بعد النظر!!!
قصة صينيه رائعه
حوالي العام 250 قبل الميلاد , في الصين القديمه , كان أمير منطقة تينغ زدا على وشك أن يتوّج ملكًا , ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً, بحسب القانون .
وبما أن الأمر يتعلق بإختيار إمبراطورة مقبلة , كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء ، وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو بنات المنطقة جميعًا
لكي يجد الأجدر بينهن .
عندما سمعت إمرأة عجوز, وهي خادمة في القصر لعدة سنوات بهذه الإستعدادات للجلسة , شعرت بحزن جامح لأن إبنتها تكنّ حبًا دفينًا للأمير .
وعندما عادت إلى بيتها حكت الأمر لإبنتها , تفاجئت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا .
لف اليأس المرأة وقالت :
(( وماذا ستفعلين هناك يا إبنتي ؟ وحدهنّ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ ، أطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك ! أعرف تمامًا أنكِ تتألمين , ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون ! ))
أجابتها الفتاة :
(( يا أمي العزيزة , أنا لا أتألم , وما أزال أقلّ جنونًا ؛ أنا أعرف تمامًا أني لن أُختار , ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير , فهذا يسعدني - حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري -))
في المساء , عندما وصلت الفتاة , كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر , وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحليّ , وهن مستعدات للتنافس بشتّى الوسائل من أجل الفرصة التي سنحت لهن .
محاطًا بحاشيته , أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
(( سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً , ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة , ستكون إمبراطورة الصين المقبلة ))
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في أصيص من الفخار , وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة , إعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة – لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير , فلا يجب أن تقلق من النتيجة .
مرّت ثلاثة أشهر ولم ينمُ شيء ، جرّبت الفتاة شتّى الوسائل , وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا , ولكن لم تحصل على أية نتيجة ، يومًا بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى ، رغم أن حبّها ظل متأججًا .
مضت الأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في أصيصها ، ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير , فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه المدّة , وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين ، كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها , وهي لا تنوي أن تفوتها من أجل أي شيء في العالم .
حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة مع أصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة ؛ وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان .
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة ... دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات بكثير من الاهتمام والإنتباه . وبعد أن مرّ أمام الجميع , أعلن قراره , وأشار إلى إبنة خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة .
إحتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه إختار تلك التي لم تزرع شيئًا ..
عند ذلك فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :
(( هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة ؛ زهرة الشرف ، فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة , ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة )).
كتاب : كالنهر الذييجري
للمؤلف : باولو كويلهو