فوائـــــــــــــــد الحجامة
تشفي بمشيئة الله جميع الأمراض (يقينا) كضغط الدم والسرطان وأمراض القلب والروماتيزم والحساسية وأمراض الكبد والرئة والجلطات والعقم... إلخ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"(إن في الحجم شفاء)
(17) وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ : فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ )) .
(18) وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ )) .
وفى رواية لمسلمٍ وأبى يعلى : عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : جَاءَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَهْلِنَا ، وَرَجُلٌ يَشْتَكِي خُرَاجًا بِهِ أَوْ جِرَاحًا ، فَقَالَ : مَا تَشْتَكِي ؟ ، قَالَ : خُرَاجٌ بِي قَدْ شَقَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا غُلامُ ائْتِنِي بِحَجَّامٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا تَصْنَعُ بِالْحَجَّامِ ؟ ، قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فِيهِ مِحْجَمًا ، قـَالَ : وَاللهِ إِنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي ، أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ فَيُؤْذِينِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ ، فَلَمَّا رَأَى تَبَرُّمَهُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ )) ، قَالَ : فَجَاءَ بِحَجَّامٍ فَشَرَطَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ .
(19) وعنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ : فَفِي شَرْطَةٍ مِنْ مِحْجَمٍ ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ )) .
ـــــــ
(17) صحيح . أخرجه البخارى (4/9. سندى ) ، وابن ماجه (3491) ، والبيهقى (( الكبرى )) (9/341) ، وابن عبد البر (( التمهيد ))(24/349) ، والخطيب (( الكفاية فى علم الرواية ))(ص415) ، وابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(57/300) ، والمزى (( تهذيب الكمال ))(10/167) ، والذهبى (( سير الأعلام ))(15/465) من طرق عن أحمد بن منيع وسريج بن يونس قالا حدثنا مروان بن شجاع الجزرى عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا به .
قال الحافظ أبو الحجاج المزى : (( هذا حديث عزيز من أفراد الصحيح ، لا نعرفه إلا من رواية مروان بن شجاع الجزري عن سالم الأفطس ، وقد وقع لنا عاليا من رواية أحمد بن منيع عنه )) .
(18) صحيح . أخرجه ابن أبى شيبة (5/59/23685) ، وأحمد (3/343) ، والبخارى (4/11،9. سندى ) ، ومسلم (14/192،191) ، وأبو يعلى (2100) ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/322) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/341) ، والخطيب (( تاريخ بغداد ))(7/96) من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر بن عبد الله به
(19) صحيح . أخرجه أحمد واللفظ له (6/401) ، والنسائى (( الكبرى ))(4/378/7603) ، والطبرانى (( الكبير )) (19/430/1044) و(( الأوسط ))(9337) جميعا من طريق سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس التجيبي عن معاوية بن حديج به .
الأطباء عن الوصول إليها ، ولم يسعهم إلا التسليم لدلائلها والعمل بدلالاتها ، والإذعان بأن نسبة طبهم إليها كنسبة أحاديث هذا الباب من بدائع وآيات الطب النبوى ، وفيها من روائع الحكمة ودقائق المعرفة ما أعجز أمهر طب العجائز إلى طبهم .
وهل يؤثر عن أحدٍ كما يؤثر عنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله : (( إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ : فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ )) ؟ ، فإنه من أروع التقاسيم وأحسنها للدلالة على جميع ضروب التداوى وطرق المعافاة ، ويشبهه فى روعة التقسيم ، ولكنْ للدلالة على الحمية والوقاية من الأدواء قـوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَا مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ، فَثُلُثُ طَعَامٍ ، وَثُلُثُ شَرَابٍ ، وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِ ))(1) .
قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى (( شرح مسلم ))(14/194) : (( فهذا مـن بديع الطب عند أهله ، لأن الأمراض الامتلائية : دموية أو صفراوية أو سوداوية أو بلغمية ، فإن كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الثلاثة الباقية ، فشفاؤها بالإسهال بالمسهل اللائق لكل خلط منها ، فكأنه نبه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعسل على المسهلات وبالحجامة على إخراج الدم بها . وذكر الكى لأنه يستعمل عند عدم نفع الأدوية المشروبة ونحوها ، فآخر الطب الكى . وقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ )) إشارة الى تأخير العلاج بالكى ، حتى يضطر إليه ، لما فيه من استعمال الألم الشديد فى دفع ألمٍ قد يكون أضعف من ألم الكى )) اهـ .
وهاهنا تجدر الإشارة إلى الفرق البعيد المغزى بين طبه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطب الأطباء بأسرهم ، فإن طب النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متيقن قطعى إلهى ، مأخوذ من الوحى المتلقى عن الله ، فإنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى )) ، وهو مع هذا مُؤدٍ إلى الخلق كافة فى أسلوب سهلٍ رقراق ، لا تعقيد فيه ولا غموض .